عذابات صبحه

المقاله تحت باب  أدب شعبي
في 
20/10/2007 06:00 AM
GMT



صبحه: ألتقيت صبحه الفلاحة في ريف أبي الخصيب في مدينة البصرة، قالوا لي تعال أيها الشاعر نريك صبحه مجنونة الغرام "مع شئ من السخرية في كلامهم"، في البدء توهمت إنها فعلا مجنونة، لكن ما أن رفعتْ عينيها بوجهي، ورمتني بنظرتها الحكيمة، أيقنت إنها في أعلى درجات العقل، جلست قربها على التراب، فهي تجلس وتنام على التراب وتغتسل به، حدثتني عن حبيبها الذي قتلوه في صباح زواجها، في أول أيام عيد رمضان الماضي 2006، وجدتها تفيض بالحكمة ولمعة الذكاء الذي تتمتع به المرأة العراقية دون سواها من نساء الأرض، والأصعب من هذا فهي على دراية بأمور السياسة والأدب والرياضيات، وعلى درجة مذهلة من الجمال والفتنة. سألتني هل انت شاعر؟ قلت لا أدري.. قالت بلا.. قلتُ كيف! قالت ما أن طل وجهك عليّ قلت لنفسي جاء الشاعر يكتب عني. وعند أهلها قضيت ليلتي وسط ضيافة لا توصف، وفي اليوم الثاني ودعتها وعيني لم تنشف.

جابوني حنة فرح وحطوني وسط الإيِِد
كالولي أنتِ العرس كتلهم آنه العيد
باجر يلالي العشك وياخذني شوك جديد
مرهونه أصيرن إله بس لا يصد لبعيد
شوف آنه أشاكي الصّبا
ودمع الصّبا في لحنهِ ناع..
جرير علْ الخدود إيزيد
أشعاري نسمة نوى..
تاخذ حنيني إلك
مابين برد الفجر..
وضحاه.. دافي اللحن
والفاه.. جن بلبل غريد
كتلك نسيمي شعر
خلاني تايه على طبعٍ في عيوني شع
يلي صَّبا حبك تنوع في غرامه وشاع
ردتك من شعوري تنسم بالخصوبه وشاع
يا خوفي طول العمر يبقى صِبايْ وحيد
يا مجنن مروتي،
خلني برياضك محب
من غيبتك أشكيك
خذ منبضي يخفق بأسمك وجد
يتمايل ويّ النغم
ضيْ وتهادى مطعني هاج ومشى أوحيد
كل يوم كلبي سعير هاجه طول النوى
أسقاني هذا البعد شوكاً
يل.. كل لحظه من طلتك جانت إلي
طعم الشمس وتزيد
أنتَ ضياء النبع،
وآنه عله جرفك ترف
لسه بعدني شديد
يا مبسمك.. وآه الطعم في شفتك،
يشفي الكلب ويهيد
ماشفت طعم الهنا
من غادرت..
وخليت هذ الكلب ما شاف يوما فرح
عذبني طول الوكت
أنطر فرحنه أيعيد
وحدي أَلُولِي الحزن،
والحزن دومه أيزيد
ياكاظمي خل همتك،
تاخذني وين اتريد
تلهو برياض الورد،
تشتم عبير من فوحه رق النوى
ما لمسته راح
ولا ذاكته طول العمر من البشر فاه
وما جاسه كيظ رطب من الهوى وأشقاه
ظل مشلوح ينشد حبيبي عن عيوني تاه
ماببن عيد مضى.. ومصباح هذا العيد
ملكوحه أشم الدرب،
هلبت يهل في طلتك
يل..
غيرك فرح ما اريد